تصريحات غير متوقعة قالها عمر سليمان نائب الرئيس فى لقائه الأخير مع المذيعة الأمريكية كريستينا امانابور أذاعته قناة ABC الاخبارية، وجاء الجوار بعد لقائه مع مجموعة مشكلة من المعارضة وحركات أخرى قيل ان من بينها ممثلين عن شباب 25 يناير، ففى الوقت الذى أعرب فيه فى لقائه وحواره مع المعارضة عن ثقته فى اخلاص ووطنية شباب 25 يناير، واعلانه انه مفوض من الرئيس لادارة حوار مع هؤلاء الشباب والحركات الأخرى مثل الاخوان المسلمين حول مطالبهم التى تتركز حول تنحية الرئيس وتكريس الديمقراطية وتدوال السلطة وتعديل الدستور وغيرها من المطالب الأخرى، أعلن فى لقائه التليفزيونى بصراحة انه لا يؤمن أن هؤلاء الشباب يسعون للتغيير من تلقاء أنفسهم، بل الأمر –من وجهة نظره – خلفه عناصر اسلامية تدفعهم الى ذلك، وتسأل أمانابور فى دهشة: "ألا تعتقد انهم شباب يبحث عن حقوقه وحريته؟"، ويرد قائلاً: "لا أعتقد ذلك، هناك أخرون يدفعونهم لذلك"، وحينما تعلق أمانابور متسائلة لماذا لا يرى نائب الرئيس هؤلاء الشباب الذين يتعاملون مع الانترنت ويشاهدون كل شىء فى الخارج نبعت من داخلهم الرغبة فى التغيير والبحث عن الديمقراطية؟ يرد عليها نائب الرئيس قائلاً: "نعم الشباب يتواصلون سوياً ويتناقشون ولكن الفكرة جاءت من الخارج"، وتسأله أمانابور بصورة مباشرة: "هل تؤمن بالديمقراطية؟"، ويرد عليها: "بالطبع، كل شخص يؤمن بالديمقراطية، ولكن متى نطبقها؟" ويجيب على سؤاله بالقول: "حينما يتعلم مجتمعنا ثقافة الديمقراطية".
وبدأت المذيعة حوارها بسؤاله عن الحوار مع المعارضة هل شمل ذلك البرادعي؟ فرد سليمان أن البرادعي ليس من المعارضة بل له مجموعته الخاصة المتصلة بجماعة الإخوان المسلمين والإخوان المسلمين طلبوا مني فتح حوارا مباشرا بدون السيد البرادعي.
الغريب أن تصريحات نائب الرئيس السابقة تتناقض تماماً مع تلك التصريحات التى يدير بها حواره مع الشباب وحركات المعارضة، والمشكلة التى لم يتنبه لها رجل المخابرات المحنك أن تصريحاته تلك وصلت الى الشباب وتم تداول فيديو اللقاء على الانترنت سريعا، وعبر كثيرون منهم عن استيائهم من تلك التصريحات وعدم ثقتهم فى تلك التهدئة المريبة التى تتعامل الدولة بها معهم لكسب الوقت، فنائب الرئيس يجرى لقاءات بلا مضمون أو هدف واضح مع جهات أغلبها لا علاقة له بالمعتصمين فى ميدان التحرير لتصويرها وتسويقها للغرب لتكريس صورة استعادة النظام للسيطرة على الأمور، وأكدت تصريحات سليمان شكوك كثيرين فى نوايا النظام لامتصاص غضب الشباب لاخماد ثورته والانقضاض عليهم لاحقاً، ومن ثم الانتقام منهم ، فنائب الرئيس أبدى عدم اقتناعه بأن الرغبة فى التغيير والديمقراطية كانت مجرد رغبة مخلصة للشباب، وكرر نفس الكلام الذى يردده الاعلام الحكومى الرسمى وبعض أبواقه حول استغلال الاصابع الخارجية للشباب، وانهم مدفوعين من جهات اسلامية فى الخارج الى الثورة، فى اشارة غير صريحة الى ايران، كما عبر بصراحة عن عدم ايمانه بتطبيق الديمقراطية فى مصر لعدم تمتع الشعب المصرى بثقافة الديمقراطية، وتؤكد تلك الأمور أن نائب الرئيس يدير ثورة المصريين بعقلية رجل المخابرات، الحوار والتهدئة فى الداخل حتى تنتهى أزمة المظاهرات والاعتصامات المستمرة من اسبوعين، بينما خارجيا يؤكد للغرب أن هؤلاء الشباب مجرد سذج ضحك عليهم أخرون ودفعوهم للثورة، وأكد أغلب الشباب الذى علق على الحوار على الفيسبوك عن الاستغراب من عدم ادراك نائب الرئيس انهم سيقرأون تلك التصريحات التى يهاجمهم فيها فور اذاعتها بالخارج، وعبر أخرون عن عدم ثقتهم أن النظام تغير أو انه سيسمح بديمقراطية حقيقية رغم الصورة الشكلية التى يضحى فيها بشخصيات فاسدة لوزراء وقادة بالحزب الوطنى لتجنب الطلب الحقيقى والأول للثورة وهو تنحى الرئيس مبارك عن السلطة