كشف رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة الأسبق، عن أن عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، هو من ساعده وأمن مغادرة الطائرة الخاصة التى أقلته من القاهرة وتوجهها أولاً إلى الإسكندرية لأخذ ابنته قبل أن تتجه إلى دبى، وهى المدينة التى لا يزال رشيد موجوداً بها حتى الآن.
وقال رشيد، فى مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، إنه إذا عاد إلى مصر، فإنه سيزج به السجن، واصفاً الأمر بالنسبة له بمثابة الكابوس.
وفى التقرير الذى نشرته الصحيفة عن رشيد تحت عنوان "حليف مبارك يراقب مصر من منفى مؤكد"، قالت، إن الرجل الذى كان قبل شهر أحد أقوى السياسيين فى مصر بحكم منصبه كوزير للتجارة والصناعة، وكان يجوب العالم لجذب المستثمرين، وكان على اتصال مباشر بالرئيس السابق حسنى مبارك، وكان أحد أكثر الشخصيات المصرية التى تحظى باحترام فى الخارج.
واليوم، فإن رجل الأعمال الذى أصبح سياسياً، يجلس فى منفى غير مؤكد فى شقة فاخرة بدبى، وهرب من مصر على متن طائرة خاصة مع الإطاحة بنظام مبارك، وهو الآن مطلوب لاتهامات فساد فى مصر، ويقول إنه يشعر بالقلق على مستقبله ومستقبل مصر.
وحسبما تقول الصحيفة، فإن رشيد يخشى من العودة حتى لا يكون مصيره كمصير زملاء سابقين له فى الحكومة المسجنويين حالياً وتتم محاكمتهم، وأبرزهم وزير الإسكان أحمد المغربى السابق، وعمرو عسل رئس هيئة التنمية الصناعية، اللذين ظهرا الأسبوع الماضى بزى السجن وسبهما حشد من المحتجين، الأمر الذى سلط الضوء على قدر الغضب الذى تشعر به مصر إزاء طبقة الأثرياء فيها.
ونقلت الصحيفة عن رشيد قوله، إنه بينما كانت زوجته وطفلاه فى الخارج، فإن سبب مغادرته لمصر أساسا كانت لأسباب عائلية، فى الوقت الذى انهار فيه الأمن فى القاهرة. وساعده عمر سليمان الذى ضمن مغادرة طائرته للقاهرة وتوجهها إلى الإسكندرية أولاً لأخذ ابنته ثم توجهها إلى دبى، وقد رحل رشيد قبل أن يتم القبض على عدد من المسئولين الحكوميين باتهامات فساد.
وقال رشيد، إن أسرته كانت فى حالة هلع، وبينهم زوجته وابنه فى الولايات المتحدة وأخرى فى دبى، "كان الجميع فى حالة هلع بسبب الوضع الأمنى".
وذكرت الصحيفة أن بعض المسئولين الأمريكيين السابقين واللاحقين رفضوا اتهامات الفساد الموجهة لرشيد، وشاركهم فى الرأى بعض رجال الأعمال المصريين الذين اعتبر بعضهم رشيد نموذجا للزعيم الذى تحتاجه مصر وهى تسلك مساراً جديداً.
وقال رشيد، إن اعتقال بعض زملائه بالحكومة قد دمره، ووصف أحمد المغربى بأنه أحد أكثر الناس المحترمين فى الشرق الأوسط، فى حين أشار إلى أن عسل لم يوقع أبدا أى وثيقة دون أخذ نصيحة ستة مستشارين قانونيين.
ودافع رشيد عن نفسه قائلاً، إنه لم يظهر أبدا تفضيلا لبعض الأشخاص مثل أحمد عز، وانتقد حكومة نظيف قائلاً، إن متوسط المصريين لم يستفيدوا من الإصلاحات الاقتصادية التى ساعد فى تحقيقها، وإن الحكومة التى عمل معها لم تقدم ما يكفى لجعل سياسات البلاد مفتوحة.