جاء اليوم قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً للفريق أحمد شيق الذى تقدم باستقالته، ليطرح التساؤل حول قدرة شرف بهدوئه غير العادى، الذى اتسم به فى العبور بمصر إلى بر الآمان، وتعدى هذه المرحلة المهمة التى أحدثتها الثورة.
شرف تولى وزارة النقل فى 9 يوليو 2004 فى حكومة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء السابق عقب تكليفه بتشكيل الحكومة خلفاً للدكتور عاطف عبيد، لكن الظروف لم تمهله ليظهر تأثيره على قطاعات النقل، حيث خرج فى التعديل الوزارة الذى أُجرى فى 31 ديسمبر 2005، ليبتعد عن الأضواء، رافضاً الحديث عن أسباب خروجه المفاجئ ، خاصة أن فترته لم تشهد حدوث أية حوادث كارثية كحالات تصادم القطارات التى أطاحت بغالبية وزراء النقل.
لم يظهر شرف على الساحة سوى بعد أكثر من ثلاث سنوات بعد وقوع حادث تصادم قطارى العياط الشهير نهاية 2009، لكنه رفض الحديث عن أسباب الإطاحة به، ليعاود الاختفاء مرة أخرى ليظهر فى ميدان التحرير مع شباب الثورة، وصفه الذين عملوا معه بـ"الرجل الهادئ الخجول" الذى يحب الاستماع جيداً للآخرين، وكان يرفض فى المرات التى ظهر بها عقب خروجه من الوزارة توجيه اتهامات مباشرة للمسئولين بقطاعات النقل باعتباره كان مسئولاً عن هذه الحقيبة الوزارية.
شرف كان دائماً ما كان يبرر تفضيله عدم ظهوره بأنه لا يريد أن يتهمه المسئولون الحاليون بأنه يعرقل عملهم و"يشوشر" عليهم، وأنه يريد إعطاءهم الفرصة، مفضلاً الاكتفاء بمحاضراته العلمية فى مصر وخارجها ككونه أستاذ الطرق بهندسة القاهرة، ودفعه اهتمامه بالبحث العلمى إلى تأسيسه مع الدكتور أحمد زويل جمعية "عصر العلم" ليصبح رئيساً لها، والدكتور زويل رئيساً فخرياً.
وقبيل انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، ظهر فى نقابة الصحفيين من خلال ندوة عن البحث العلمى ألقاها، فضل الحديث فى أغلبها عن أسلوب البحث العلمى فى حل مشاكل مصر، معلناً رفضه لفكرة ترشيح الوزراء لمجلس الشعب التى كانت سائدة حينها، لأن بذلك يحدث تداخل بين الدور التنفيذى للمسئول والدور الرقابى للمجلس.