ستزعل من نفسك قوي لأنك كنت تعاملهم بهذا المفهوم .. طبعا مش محتاج اتكلم عن وقاحة الإعلام المصري الحكومي الذي تبني وجهة نظر ظل يرددها ويروج لها دائما وكانت سائدة في البرامج ، تحاول اظهار القائمين بالمظاهرات السلمية مطالبين بتغيير النظام باكمله وليس الإصلاح، وتعرضوا للرصاص الحي والمطاطي وقنابل المولوتوف ، ماهم إلا شوية عيال مش متربية ؟ يا نهار ابيض ـ مش متربية ليه في نظر الناس اللي تعتقد انها فقط المؤدبة المتربية، عشان بيقولوا للريس مبارك امشي أو ارحل يا جدو ، الكلام ده عيب وقلة أدب ، طبعا انا شخصيا مع احترام الصغير للكبير وفي نفس الوقت عدم استهتار الكبير بالصغير ـ لأن الصغير سيكبر علي احترام المبادئ التي زرعها الكبير في وجدانه فيما بعد وهذا موضوع مهم للغاية . > تذكرت انني بالصدفة شاهدت فقرة علي المحور في برنامج 48 ساعة حيث قام مذيعو البرنامج وهما الاقل مهنيا بين جميع من يعمل في الفضائيات الحكومية والخاصة بفبركه لقاء مع فتاة إدعت أن جهة أجنبية دربتها في الخارج علي تخريب البلد من خلال نشر بعض الأكاذيب علي الفيس بوك، ومنحتها مقابل ذلك مبلغا عظيما من المال ومعها معظم الشباب من متظاهري ميدان التحرير ، وظهر بعد ذلك انها تعمل محررة في جريدة 24 ساعة وتم فصلها لكذبها في كل شيء ، وعرف بعد ذلك ان حسن راتب رئيس القناة كان وراء هذا الموضوع لأن سيادته كان ضد ثورة الشباب الشرفاء ، ( وهو بالمناسبة مازال المتهم الأول في قضية احتكار بيع الاسمنت في مصر) ما يهمني هنا القول بان قناة المحور غير مؤثرة و يشاهدها عدد قليل جدا ، وهي طبقا لاحصائية رقمية تأتي في الترتيب بعد فضائيات دريم والحياة ومودرن ونايل لايف واون تي في ولايف ستايل ، وتحديدا في المركز الـ 22 ماعدا برنامج 90 دقيقة الذي يأتي ضمن المراكز الثلاثة الاولي لبرامج التوك شو ، ولعل موقعة البغال والجمال دليل علي وجود جماعة خرجت للدفاع عن مصالحها مع تلك التربيطة الجهنمية من العلاقات المتشابكة القائمة من الموالين التي يمكن جمع افرادها وحشدهم في أي مظاهرة ضد أصحاب الحق من أهل مصر ، ومع ذلك لديهم الوقاحة والبجاحة لمعايرة شباب ثورة الشهداء بأنهم يأكلون الكنتاكي، وعلي رأي أحد الشباب الذي رد علي هذه الأكاذيب بطريقة سلمية وايجابية جدا حيث رفع لافتة كتب عليها «كنتاكي قافل يا حمار ». > ذهبت مرتين فقط الي ميدان التحرير -اقصد ميدان الشهداء - وكنت اريد ان أقبل يد كل من شارك في ثورة الشهداء التي غيرت مجري التاريخ الانساني ، ولعل اطرف ما سمعت من بعض هؤلاء الشباب ان بلطجيا اتصل بقناة فضائية وهو يقول إن العيال المتظاهرين بيرموا علينا قنابل بلوتوث ـ ومتظاهر آخر كتب علي صفحة الفيس بوك متسائلا :لو فعلا المعتصمون في ميدان التحرير زي ما قال اعلام الفقي من جنسيات غير مصرية يعني من ايران واسرائيل وامريكا وفلسطين والقاعدة والافغان يبقي مصر نجحت في تحقيق معجزة السلام العالمي .. واخيرا نكتة ..شاب كان يقف بجانبي وهو خريج كلية السياسة والاقتصاد وقال لي إن الرئيس هدد بحرق نفسه امام القصر الرئاسي مطالبا بتغيير الشعب وليس رحيله باعتبار ان ذلك هو الاسهل من وجهة نظره .. > من وجهة نظري العدو الاول للحرية وللشعب هم المنافقون والمنتفعون والذين كونوا ثروات كبيرة علي حساب الفقراء .. العدو الاول للشعب المصري هم من سرقوا مئات المليارات وأفقروا الشعب وهؤلاء القلة من رجال السياسة و الفنانين ولاعبي ومدربي الكرة ورؤساء تحرير ومجالس ادارات الصحف الحكومية الذين يتقاضون يوميا عشرات الالاف من الجنيهات بينما الباقي يعاني من الفقر ، وكيف يسمح انسان لنفسه بضرب انسان آخر بحجة انها تعليمات من فلان وعلان ـ هل لايدري الفاعل انه سيحاسب ويأتي يوم القيامة وفي رقبته دماء هؤلاء الشباب الشرفاء. > أما المنافقون والمزورون للحقائق والمحرضون علي ضرب المطالبين بحقوقهم فهم الي نار جهنم وبأس المصير .. لم أكن أبدا أتكلم عن السياسة لأنني اعلم ان السياسة في مصر معناها ممارسة الخداع علي ارض الواقع ، ولكن أزعجني جدا تفرغ الاعلام الحكومي لقلب الحقائق لمنع الاغلبية من الاعلان عن رغباتهم بالتغيير وقيام دولة حرة عادلة في كل شيء ، وقلبوا الحقائق لدرجة قولهم إن الدكتور محمد البرادعي عميل لامريكا ، رغم أن البرادعي تحدي أمريكا والعالم الغربي مفضلا عدم تجديد رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية وأعلن عدم وجود سلاح نووي بالعراق ، للأسف هؤلاء القلة من الإعلام الحكومي والفنانين ولاعبي الكرة يريدون الحفاظ علي غنائمهم وبقاء معظم الشعب فقيرا .. بل والمدهش ان هناك البعض من الشعب المصري لايريد البرادعي رئيسا لمصر ـ اذا اعلن ترشيح نفسه - رغم انه بالفعل من أهم الاسباب لإحداث الحراك الشبابي بنسبة كبيرة في ثورة ميدان الشهداء ( التحرير سابقا ) ، لااريد ادخالك عزيزي القارئ في قضية جدلية الآن ، ولكن ما اقوله ان الله سيولي من يصلح بإذنه تعالي سواء أكان البرادعي أم أحمد زويل أم عمرو موسي .. الله اعلم .. وللحديث بقية مادام في العمر بقية .
نقلا عن موقع الانباء الدولية ( كتابة ياسر تهامى )