يا جلال قول لأمى متبكيش ومتزعلش منى، إن شاء الله هخف وهرجعلها تانى، ولو موت قلها ياجلال كان نفسى أروح ميدان التحرير مع الثوار" كانت هذه الكلمات الأخيرة التى قالها الشهيد ناصر فيصل على لشقيقه جلال، قبل استشهاده إثر إصابته بثلاث رصاصات يوم السبت الموافق 29 يناير الماضى.
جلال فيصل شقيق الشهيد، قال لـ "اليوم السابع" فى تمام الساعة الثالثة عصر يوم 29 يناير، خرج ناصر إلى شارع النيل للحاق بالشباب فى المظاهرات، إلا أن قوات الأمن برئاسة معاون مباحث إمبابة محمد العادلى، ظلوا يلاحقونهم فى الشوارع لتفرقتهم عن طريق إلقاء القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى والحى، ومع إصرار الشباب على الخروج للمظاهرات، قامت قوات الأمن بالصعود إلى أعلى المنازل لملاحقة المتظاهرين.
جلال أكمل حديثه بصعوبة قائلا: فوجئت بشقيقى يسقط على الأرض مصاباً بـ 3 رصاصات، اثنين منهما فى رأسه أدت إحداهما إلى خروج عينه اليسرى أما الرصاصة الثالثة فكانت فى صدره ليسقط على الأرض أمام عينيى وأمام الجميع فى الشارع.
وقال جلال، حملت ناصر أنا ومجموعة من الشباب إلى مستشفى إمبابة المركزى إلا أنهم رفضوا استقباله، وتوجهنا بعد ذلك إلى مستشفى التحرير العام وفيه تكرر نفس الأمر، لننتقل بعد ذلك لمستشفى العجوزة الذى قبل استقباله ثم تم تحويله إلى مستشفى القصر العينى.
وأضاف، استمر ناصر فى قسم الحالات الحرجة لمدة أربعة أيام، وبعدها لفظ أنفاسه الأخيرة، وقال جلال: طالبنا إدارة المستشفى بالحصول على تقرير بالحالة، ولكنهم رفضوا بحجة عدم وجود نيابة، ثم طالبونا بدفن شقيقى ثم نطلب بعد ذلك إذناً من النيابة للحصول على تقرير طبى بذلك.
وقال جلال، بعد أن قمنا بدفن جثة شقيقى حصلنا على إذن من النيابة باستخراج تقرير طبى من مستشفى القصر العينى، ولكن إدارة المستشفى رفضت، لذلك تقدمنا ببلاغ للنائب العام، برقم 1479 يوم الاثنين 7 فبراير الجارى، ضد إدارة المستشفى.
كما تقدمت أسرة الشهيد ناصر فيصل على ببلاغ آخر للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود حمل رقم 1476 ضد وزير الداخلية السابق حبيب العادلى بصفته وشخصه، اتهمته فيه الأسرة بقتل "ناصر".